رسومٌ تركت أثراً
Last updated on Tue 15 January, 2019
مختارات من الفن اللبناني
يوضح هذا المعرض الطرق العديدة التي تكون فيها الرسومات شهادات واضحة عن الممارسات الفنية. إنها تمثل سعي الفنان إلى إيجاد المصلحة الفنية في تاريخ الفن. بدءاً من عهد متصرفية جبل لبنان إبان الإمبراطورية العثمانية، مروراً بالانتداب الفرنسي والاستقلال وإنشاء أولى مؤسسات الفنون الجميلة في لبنان وانتشار ثقافة المعارض الفنية في بيروت في ستينيات القرن الماضي والحرب الأهلية وما بعدها. يأخذ معرض «رسومٌ تركت أثراً» الرائي في رحلة، فهو يبدأ بعرض الرسومات الأكاديمية الدقيقة والتي نادراً ما تم عرضها مثل دراسات التشريح المصممة بدقة من قبل كبير المعاصرين الفنيين آنذاك داوود القرم، ثم ينتقل إلى عرض الرسومات الخيالية كعمليات تفكير نموذجية ومعادلات معقدة لدراسات الحمض النووي المتمثلة برسومات سلوى روضة شقير، وقصائد إيتيل عدنان، ورسومات لور غريّب الخيالية التي تأخذ بعداً سردياً، وينتهي المعرض بأعمال غريتا نوفل
المتحف
متحف نابو
الهري، لبنان
...إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن أخبار الأيام والدول والسوابق"
"من القرون الأولى...، وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها...
ابن خلدون
يقع متحف نابو الذي يحمل اسم إله الكتابة والحكمة في بلاد ما بين النهرين على ساحل البحر الأبيض المتوسط وتحديداً في رأس الشقعة شمال لبنان، وهو يقدّم مجموعة فريدة من نوعها من التحف الفنية التي تعود إلى أوائل العصر البرونزي والحديدي وإلى الحقبات الرومانية واليونانية والبيزنطية، بالإضافة إلى المخطوطات النادرة والمواد الإثنوغرافية. تشتمل هذه المجموعة أيضاً على نماذج من الأعمال الفنية الحديثة المعاصرة العائدة لأهم الفنانين مثل أمين الباشا، هيلين الخال، شاكر حسن السعيد، محمود العبيدي، ضياء العزاوي، عمر أنسي، خليل جبران، آدم حنين، شفيق عبود، بول غيراغوسيان، إسماعيل فتاح ومصطفى فروخ بالإضافة إلى مجموعة من أعمال صليبا الدويهي الفنية النادرة. ومن أبرز ما يتضمنه المتحف مجموعة فريدة من نوعها من الرقميات المسمارية التي يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين 2330 و540 قبل الميلاد. تروي هذه الرقميات حكايات ملحمية وتوفر دلائل على النظم الاقتصادية الأخرى، ومعلومات عن الجماعات العرقية وخرائط المدن القديمة. وقد قام الفنان العراقي ضياء العزاوي بالتعاون مع الفنان العراقي-الكندي محمود العبيدي بتصميم غلاف واجهات المتحف من الفولاذ (weathering or corten steel) المقاوم للتآكل
والذي يظهر عليه نقوش ورسوم بارزة تستند إلى معجم بصري أعدّه الفنان العراقي على امتداد سيرته المهنية الطويلة في الرسم والنحت والطباعة، وقد صمم العبيدي المتحف على شكل مكعب بسيط يتضمن مساحة داخلية مفتوحة يمكن التحكم بها بما يتلاءم مع برامج المعارض والأنشطة الفنية. ويضم المتحف مكتبة تحوي مجموعة كبيرة من الكتب حول الفن وعلم الآثار والتاريخ والجغرافيا ومجموعة من المخطوطات النادرة.
وبينما تقدّم مجموعة نابو لمحة عن تاريخ بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين الطويل، يوفر المتحف للفنانين الممارسين مساحة للعمل والعرض والسكن. فهو يعزّز الحوار البناء ويبث في النفوس روح الانتماء المجتمعي والسياسي ويشجع الفنانين المحليين على إنتاج المزيد من الأعمال الفنية الراسخة في تاريخ المنطقة أو الناقلة والمتنقلة بين ثقافات وتقاليد البلدان المتنوعة، وذلك لاستعراض الحقبات المشتركة والمساهمة الفعالة في تجسيدها عبر الفن الحديث.
في منطقة تشهد العديد من الاضطرابات والصراعات المستمرة، يقدّم متحف نابو مساحة لعرض الأعمال الفنية ويعمل كمؤسسة للحفاظ على ارتباط المجتمعات بثقافتها من خلال البرامج التعليمية والتدريبية والجولات المنظمة والمحاضرات العامة والمعارض الإرشادية التي يوفرها.